مستوطنو الشمال في فلسطين المحتلة: ضرر في أسلوب العيش وخوف على المصير

الإعلام الإسرائيلي يبدي خشيته مما يتهدّد مستوطنات الشمال، التي باتت فارغةً، خصوصاً بعد التهديدات التي أطلقها الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في خطابه الأخير.. ما أبرز المخاوف الإسرائيلية؟

قسم الشؤون الإسرائيلية في قناة الميادين
 اليوم 20:28
ركّزت وسائل الإعلام الإسرائيلية اهتمامها على الأزمات التي يعيشها مستوطنو شمالي فلسطين المحتلة، سواء الذين تمّ إخلاؤهم، أو الذين بقوا في منازلهم، وذلك عبر تقارير عديدة نُشرت، تطرقت فيها إلى معضلة الخسائر الاقتصادية التي تكبّدتها مستوطنات منطقة الشمال، والتي تعمّقت نتيجة العمليات التي تنفّذها المقاومة الإسلامية في لبنان، وأضرّت بشدّة بالنشاط الاقتصادي.

كذلك، تطرّقت تقارير إسرائيلية إلى الرعب الذي أصاب مستوطني الشمال وأثاره الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في خطابه الأخير،إذ زادت خشيتهم من إمكانية اندلاع حرب. وليزداد المستوطنون خوفاً، عُرضت في "إسرائيل" تسجيلات حذّر فيها وزير الصحة، أورئيل بوسو، من سيناريو مُرعب لم يشهده الكيان من قبل، هو انقطاع طويل للتيار الكهربائي في كل أنحاء "إسرائيل"، في حال الحرب، لمدة قد تصل على 3 أسابيع، مع ما يحمل ذلك من خطر.

وإضافةً إلى ذلك، حذّرت جهات إسرائيلية من أن الـ100 ألف شخص الذين تم إخلاؤهم من منازلهم في الشمال، يبنون حياتهم ويشرعون في أعمال بأمكنة مغايرة لسكنهم الأساسي في الشمال، في حين "لا يُعلم ما إذا كانوا سيعودون إلى المنطقة مجدداً".

"حرب نصر الله الاقتصادية"
صحيفة "إسرائيل هيوم" أعدّت تقريراً يتناول الخسائر الاقتصادية التي تعرّض لها الشمال، مشيرةً إلى أنّ حزب الله يواجه "إسرائيل" بقوة متصاعدة، منذ الـ8 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ويهاجم أهدافاً إسرائيليةً على الحدود الشمالية، بعد أن "يختارها بصورة دقيقة". وأضافت الصحيفة أن السيد نصر الله وضع في خطابه الأخير "قواعد ومعادلات وردوداً ملائمة"، وهو يحصي خسائر "إسرائيل" الإقتصادية.

لفتت الصحيفة أيضاً إلى أن "حرباً اقتصاديةً ضدّ إسرائيل" تجري في الشمال، حيث تتسبّب هجمات حزب الله بأضرار مادية ودمار في أكثر من مُنشأة زراعية. وأضافت أنّ ما يحصل في الشمال لن يؤدي فقط إلى خسارة المحصول الزراعي هذا العام، وإلى ارتفاع حاد في الأسعار بسبب نقص الإنتاج، لا سيما في مجال الدواجن والبيض والخضار والفاكهة، بل إلى خسارة محاصيل السنوات المقبلة أيضاً، وذلك بسبب عدم القدرة على الاهتمام بالأرض وبالأشجار حالياً، من أجل تجهيزها للسنوات المقبلة، لأنه لا يُسمح في الوقت الحالي للمزارعين في مناطق كثيرة بالعمل بسبب الوضع الأمني.

ومن أجل توضيح الصورة، نقلت "إسرائيل هيوم" معطيات نشرها مركز الأبحاث والمعلومات في "الكنيست"، عن واقع الإنتاج الزراعي في الشمال، مشيرةً إلى أن نسبة الإنتاج في الشمال من مجموع الإنتاج في "إسرائيل" تبلغ: 49.3% من حليب الأبقار، 80% من حليب الأغنام، 70% من البيض الصالح للأكل، 45% من محاصيل الخضار، و61% من الفاكهة.

"خطاب نصر الله والرعب لدى المستوطنين"
الصحيفة نفسها أعدّت تقريراً آخر يتناول تأثير خطاب الأمين العام لحزب الله، في ذكرى الشهادء القادة، الجمعة الماضي، فكتبت أن الحديث عن حرب شاملة مع لبنان تزايد بعد الخطاب، بشكل أدى إلى حصول ضغط كبير على المستوطنين، الذين زادت خشيتهم من إمكان اندلاع الحرب، فما كان منهم إلا أن "بدأوا يتجهّزون بتشكيلة واسعة من المنتجات، مثل الإنارة لحالة طوارئ، مولدات، وفرشات للنوم أيضاً".

ونقلت "إسرائيل هيوم" عن نائب مدير عام التطوير التجاري ومدير المجال الرقمي في شبكة مخازن كهرباء، ليرون كاتس، قوله إنه في أعقاب خطاب السيد نصر الله، "سجِّل على الشبكة زيادة بنسبة 287% من أجل شراء منتجات من فئة الطوارئ". وأضاف كاتس أن المستوطنين تهافتوا على ألواح الطاقة ليرتفع الطلب عليها إلى نحو 1000 قطعة في الشهر، بعد أن كان المعدل نحو 10 ألواح في الشهر، في حين "لم تستعد أيّ شبكة مسبقاً مع كمية كافية من هذا المنتج".

وتحدثت نائبة مدير عام التسويق في شركة "أميشرغاز"، غيلي شاشون، مع الصحيفة، حيث توقّعت ارتفاعاً إضافياً في الأسعار، لافتةً إلى أنه "منذ الشهر الماضي، نشهد ارتفاعاً بما يزيد عن 30 % في شراء الأدوات المنزلية المرتكزة على الغاز". بدورها، تحدّثت مديرة التسويق لشبكة "هوم سنتر" الإسرائيلية، شاني أربلي شملي، بخصوص الخشية من فقدان المنتجات الضرورية واحتمالات حدوث حالة ندرة اقتصادية، قائلةً إنّه "منذ بداية الحرب، نشهد موجات لشراء المنتجات الضرورية. وحالياً، يُمكن رؤية الخوف في عيون الناس".

سيناريو العتمة
الخبير بأمن المنشآت الاستراتيجية، آفي دادون، تحدّث عن الاستعدادات في الجانب الأمني ومن جانب المستوطنين لإمكان اندلاع حرب مع لبنان. وفي مقابلة إذاعية مع "103 FM"، قال إن مسألة الاستمرارية الوظيفية عموماً هي مسألة مصيرية، مضيفاً أنه في حال وقوع الحرب، "ستكون هناك انقطاعات وفترات زمنية لا يمكن احتمالها"، ومؤكداً أن نوعية الحياة التي اعتاد عليها الإسرائيليون ستتضرر.

وفي سياق متصل، قال القائم بأعمال نائب مدير عام خدمات الشبكة في شركة كهرباء "إسرائيل"، هرتسل فريدمان، في مقابلة مع "راديو كول باراما"، رداً على سؤال بشأن انقطاع الكهرباء أو المياه في الكيان عدة أيام، بسبب صواريخ حزب الله الدقيقة، إن "جزءاً من سيناريوهات القتال في الشمال يتضمّن أضراراً في شبكة الكهرباء، بحيث يحصل انقطاع الكهرباء لفترة طويلة"، موضحاً أنّ التدريب في وحدة الكهرباء تمّ بناءً على سيناريو قيادة الجبهة الداخلية، "لكن حين يحصل ضرر كبير، قد تنقطع الكهرباء فترةً طويلة".

موقع قناة "كان" أعدّ بدوره تقريراً كشف فيه عن تسجيلات حذّر فيها وزير الصحة الإسرائيلي، أورئيل بوسو، من سيناريو مُرعب لم يشهده الكيان من قبل، هو انقطاع طويل وخطير للتيار الكهربائي في كل أنحاء "إسرائيل". كما أفاد بأنّهم في "إسرائيل" يستعدون للعتمة وانقطاع التيار الكهربائي في 60% منها، ويتوقعون أن تستمر الانقطاعات لنحو 3 أسابيع.

الشمال يفرغ من مستوطنيه.. و"صفر عمل"
أما رئيس المجلس الإقليمي "الجليل الأعلى"، غيورا زلتس، فحذّر في حديث مع إذاعة "103 FM"، من أنه بعد مرور 4 أشهر ونصف الشهر على بداية الحرب في الشمال، "وُجد (فُرض) حزام أمني، يُطلِق الجيش الإسرائيلي النار منه، فيما يطلق حزب الله النار عليه". كما حذّر زلتس من أن لا زراعة أو سياحة في الشمال، حيث تم إغلاق كل الأعمال الصغيرة، التي انتقل جزء كبير منها إلى خارج المنطقة، بحيث لا يُعرف ما إذا كانت عشرات الشركات ستعود إلى هناك.

ولفت زلتس إلى أن عشرات الآلاف من المستوطنين الذين ما زالوا في الشمال يواجهون "حياةً معقّدةً جداً" من دون إيرادات، في مقابل الكثير من النفقات. مضيفاً أن الوضع في الشمال "مُعقَّد وصعب للغاية، إذ يوجد نحو 100 ألف شخص تم إجلاؤهم من منازلهم، وإن لم يُعطَوا أفقاً، فإن أولادهم لن يكونوا هنا في السنة المقبلة، ولا يُعلم إن كانوا سيعودون، فالناس يكتشفون حياةً في مكان آخر، ويصنعون أعمالاً في أماكن أخرى".

وبشأن المساعدات التي تمنحها الحكومة للمستوطنين في الشمال، قال زلتس إن صراعاً "بدأ هنا قبيل الانتخابات وقبيل السياسة الداخلية المقبلة، حول أي حزب يدعم أكثر، وأي حزب سينتفع من هذا الحدث"، معتبراً أن المسؤولين في الحكومة "يتفوهون بالتفاهات أمامنا منذ 4 أشهر ونصف الشهر". وفي هذا الإطار، لفت رئيس المجلس الإقليمي "الجليل الأعلى" إلى وجود الكثير من الخطط فيما يتعلق بالوضع في الشمال داخل أروقة الحكومة، لكن مع "صفر عمل".
المصدر : mersad
المرسل : مرصاد نيوز
   
لم تتم عملية تسجيل الدخول
الاسم :
كلمة المرور :
سجل دخولي لمدة :
هل نسيت كلمة السر؟
لم تسجل لدينا بعد؟ اكبس هنا
أهلا و سهلا بك, نفتخر لإنضمامك إلينا
   

Arabic